كتاب البحث عن المعني – كيف تجد لحياتك قيمة تعيش من أجلها

الإنسان يبحث عن المعني

فكرة عامة حول الكتاب ..

– حدد الدكتور فرانكل معلماً جديداً من معالم العلاج النفسي وهو ( العلاج بالمعنى)
وأساس هذا أن الإنسان إذا وجد في حياته معنى أو هدفاً فإنه معنى ذلك أن وجوده له أهميته وله مغزاه وأن حياته تستحق أن تعاش بل انها حياة يسعى صاحبها لإستمرارها والإستمتاع بمغزاها.
– هذا الكتاب تم تأليفه في اواخر الخمسينيات حيث وضع الكاتب فيه قصة حبسه في معسكر الإعتقال الذي أقامه النازيون في الأربعينيات حيث يصور الكتاب المعاناه التي عاشها أستاذ من أساتذة علم النفس في معسكرات الإعتقال.
– الدكتور فرانكل كان يوجه في بعض الأحيان كطبيب نفسي إلى مرضاه ممن يعانون من عديد من ألوان العذاب القاسية السؤال التالي: ” لماذا لم تنتحر؟” ومن اجاباتهم يستطيع غالباً أن يجد الخط الذي يهديه إلى علاجه النفسي.

المؤلف : فيكتور فرانكل
التصنيف الموضوعي : فلسفي ، علم نفس
تاريخ النشر : 1946
متوسط عدد صفحات الكتاب : 200 صفحة

– ملخص الكتاب ..

يتكون الكتاب من ثلاثة أجزاء رئيسية:

1) خبرات في معسكر الإعتقال.
2) المبادئ الأساسية للعلاج بالمعنى.
3) التسامي بالذات.

الجزء الأول: خبرات في معسكر الاعتقال ..

– يقدم الكتاب خبرة شخصية من خبرات يعانيها ملايين السجناء من وقت لآخر، قصة يرويها أحد النزلاء الذين بقوا على قيد الحياة.

– الكتاب يجيب عن السؤال التالي: كيف كانت الحياة اليومية في معسكر الإعتقال تنعكس في عقل السجين ؟

– ولنأخذ حالة الإقصاء والنقل التي كان يعلن عنها رسميا لترحيل عدد معين من المسجونين إلى معسكر آخر، وهي حالة تنطوي عن تخمين صادق إلى حد ما بأن المصير النهائي لهذا النقل هم غرف الإعدام بالغاز، وبأفران احراق جثث الموتى.

– كان يسيطر على كل سجين فكرة واحدة فقط: وهي أن يظل على قيد الحياة من أجل الأسرة التي تنتظره في المنزل، وأن ينقذ أصدقائه.

– لم يتم استخدامي كطبيب نفسي في المعسكر أو حتى كطبيب عام إلا في الأسابيع القليلة الأخيرة.

– وكانت أعمالنا في المعسكر الأشغال الشاقة، وهي القيام بالحفر لوضع العوارض الخشبية اللازمة لمد الخطوط الحديدية،وحفر الأنفاق والممرات المائية.

– هناك ثلاثة أطوار تمر بها ردود الأفعال العقلية لنزلاء السجدن، وهي الفترة التي تعقب ادخال السجن مباشرة، الفترة التي يكون فيها النزيل قد اندمج تماما في نظام المعسكر، ثم الفترة التي تعقب اطلاق سرتحه وتحرره.

– الوهم: في الطب النفسي توجد حالة معينة تعرف بــ”وهم الإبراء” في هذه الحالة يمتلك الشخص المدان فوراً قبل تنفيذ حكم الإعدام فيه ، شعور عام غامض يشبه الوهم بأنه سوف يجري انقاذه من الإعدام في اللحظة الأخيرة.

– وبهاذا فإن الأوهام التي كانت لاتزال تراود بعضنا أخذت تتحطم واحدة تلو الأخرى، ليحل بدلا منها عند معظمنا – على شكل غير متوقع – احساس مروع بالفكاهة والمرح، فقد أيقنا تماماً أن ليس لدينا ما نفقده عدا حياتنا المتعرية بشكل يبعث على السخرية.

– حب الأستطلاع كان يسيطر علينا كرد فعل اساسي حيل ظروف غريبة معينة.

– الإحساس الذي يتلو حب الإستطلاع هو الدهشة، فعلى سبيل المثال كانوا قولون أن الإنسان لا يستطيع البقاء بدون نوم لعدد مقرر من الساعات! وهذا خطأ تماماً، كنت على قناعة أن هناك أشياء معينة لا أستطيع أن أعملها،: مثل لا استطيع النوم بدون هذا، أو لا أستطيع الحياة بدون هذا أو ذاك، لكن بعده يتأقلم السجين.

– وكذلك كنت أندهش لأنه لم يكن بمقدورنا تنظف الأسنان، فبالرغم من هذا فقد كانت اللثة والأسنان عندنا أكثر صحة من ذي قبل.

– مثال آخر: إن الشخص خفيف النوم، والذي اعتاد أن يضطرب نومه حال سماعه لأقل ضوضاء قريبة ، يجد نفسه الآن راقداً في التصاق في زميل له يبعث بشخيره في صوت عالي وعلى بعد مسافة قصيرة من أذن، ومع ذلك فانه يسلم نفسه للنوم تماماً رغم كل هذه الضوضاء.

– نعم، يستطيع الإنسان التعود على أي شيء، ولكن البحوث النفسية لم تصل بنا حتى الآن لتفسير ذلك.

– فكرة الإنتحار راودت كل شخص منا تقريباً في السجن، تولدت هذه الفكرة من الإحساس بالعجز حيل الموقف الذي نجن فيه، وتولدت كذلك مما يحدق بنا من خطر الموت المستمر في كل يوم وفي كل ساعة، ومن دنو سفك دماء الكثيرين.

– إن رد الفعل الغير السوي إزاء الموقف غير السوي هو استجابة سوية.

– يعيش السجين الوافد حديثاُ للسجن ألوانا من الإنفعالات المؤلمة والتي يحاول إن يميتها، مثل : تشوقه العارم لبيته ولأسرته، وكذلك الإشمئزاز والتقزز من كل ما يحيط به من قبح وبشاعة.

– لا يستطيع السجين في البداية إلا أن يدير وجهه اذا رأى عملية استعراض توقيع العقوبة بمجموعة أخرى من المسجونين، وعندما يدخل السجين المرحلة الثانية لردود الأفعال السكولوجية فإنه لن يعد يديروجهه عن مثل هذا التوع من المشاهد، حيث صارت المشاعر متبلدة ، ولا يبدي حراكا إزاء ما يلاحظه.

– قضيت فترة من الوقت داخل كوخ للمرضى المصابين بالتيفوسممن يتعرضون للحرارة العالية والهذيان، وغالبا ما يموت الكثير منهمز وبعد أن لقي واحد منهم حتفه صرت أشهد هذا المنظر بدون أي تأثر، كنت أرقب هذا كله دون اكتراث.

– كانت البلادة وما يصاحبها من تبلد الإنفعالات والشعور باللامبالاة هي الأعراض المسيطرة خلال المرحلة الثانية من ردود أفعال السجين.

– لقد كان الجلد (الضرب بالسياط) يقع علينا لأبسط أشكال الإستفزاز وفي بعض الأحيان دونما أسباب على الإطلاق، عند هذه اللحظة لم يكن الألم الجسمي هو الذي يسبب الإيذاء في الغالب وإنما الألم النفسي مما ينتج عن الشعور بالظلم ويستبب عن اللامعقولية.

– ان الصفعة التي لاتترك على الوجه علاماتها، تستطيع، تحت ظروف معينة، أن تسبب ايلاماً وايذاءاً أكثر من تلك الصفعة التي تترك ألماً على الوجه.

– إن أكثر جوانب بعض اللطمات ايذاءاً هو ما تتضمنه من إهانة.

– البلادة تستخدم كميكانزم للدفاع عن الذات.

– كان السجين تدور أحلامه في منامه حول الخبز والكعك والسجائر والحمامات الساخنة اللطيفة، ولقد كان على السجين الحالم أن يستيقظ من أحلامه إلى واقع حياة المعسكر، وإلى التناقض المريع بين حقيقة الواقع ووهم الأحلام.

– ومهما كان يأتينا من كابوس حقيقي في المنام فلن يكون سيئاً كواقع المعسكر الذي يحيط بنا.

– كون السجين يعاني من درجة عالية جدا من سوء التغذية، كان من الطبيعي أن تكون الرغبة في الطعام هي الغريزة البدائية الغريزية التي تتمركز حولها حياته النفسية.

– لقد زالت الطبقات الأخيرة للشحم الموجود تحت الجلد، وصرنا أشبه بالهاكل العظمية المغطاة بجلد وخرق بالية.

– كانت لحظة الإيقاظ من النوم هي أكثر اللحظات بشاعة خلال اليوم، وذلك حينما تمزق الثفارة هدوء الليل وسكونه.

– كان يلاحظ أيضاً اختفاء الجانب الجنسي للسجين بصفة عامة.

– بشكل عام اتسمت حياة المعسكر بالسبات الثقافي، أما الإهتمام الديني لدى المسجونين فقد نما بسرعة وبشدة، وكان أكثر اللإهتمامات عمقاً.

– لأول مرة في حياتي أرى الحقيقة كما يتغنى بها الكثير من الشعراء، وكما ينادي بها الكثير من المفكرين ، بأن الحب هو الهدف الغائي والأسمى الذي يمكن أن يطمح الإنسان اليه، فبالتالي إن خلاص الإنسان هو من خلال الحب وفي الحب.

– لقد فهمت أن الإنسان الذي لم يتبق له شيء في هذه الدنيا لا يزال يعرف السعادة، من خلال التأمل والتفكير في المحبوب.

– إن الحب يذهب إلى ما هو أبعد في غايته من الوجود البدني للمحبوب، فهذا الحب يجد معناه في الوجود الروحي للمحبوب ( أي في ذاته الداخلية) سواء كان المحبوب حاضرا أم غير حاضر، وسواء أكان لايزال على قيد الحياة أم لا.

– فبالرغم أنهم أخذوا مني كل شيء، إلا أنه ما من شيء يستطيع أن ينال من قوة حبي ومن أفكاري ومن صورة محبوبي.

– حينما يطلق السجين العنان لخياله، غإن هذا الخيال يتفاعل مع أحداث ماضية، بالرغم من تفاهتها ، إلا أنه يعظمها ويتفاعل معها بشكل غريب هروبا من الواقع.

– كلما صارت الحياة الداخلية للسجين أكثر عمقاً، صار السجين أكثر نزعة إلى اكتشاف الجمال بطريقة لم يعهدها من قبل، مثل المنظر الخلاب لغروب الشمس ….الخ.

– إن الإنطباع الحقيقي عن أي شيء يتصل بالفن إنما ينشأ فقط من التناقض الشبحي بين الأداء الترويحي وبين حياة المعسكر الكئيبة.

– تنمية روح المرح كحيلة للمحافظة على الذات، حيث كان المرح سلاحاً آخر من أسلحة الروح في نضالها من أجل البقاء أو المحافظة على الذات.

– من المعروف جيداً أن المرح يستطيع أن يزود المرء بالإنعزال عن أي موقف وبالقدرة على أن يعلو فوقه.

– فليس من حق أي شخص أن يصدر حكمه على فعل ما إلا إذا سأل نفسه بأمانة مطلقة عما إذا كان سيسلك نفس السبيل في موقف مماثل.

– تم اختياري لمهمة خاصة بالورديات الليلية بالتطوع لأعمال طبية لمعسكر يحوي مرضى تيفوس، وكنت أعلم أن التحاقي بالعمل يعني موتي بفترة قصيرة، ولكن إذا كان لي أن أموت هكذا، فسوف يكون لموتي معنى على الأقل.

– كنا نتخذ بعض القرارات السريعة التي تعني الحياة أو الموت، والسجين في كل ذلك يفضل أن يدع القدر يختار له مصيره، هذا الهروب من المسؤولية كان أكثر وضوحاً حينما كان على السجين أن يتخذ قراراً بأن يحاول الهروب أو ينصرف عنه، في تلك اللحظات التي عليه فيها أن يتخذ قراراً – ويستغرق ذلك دقائق معدودة – كان يعاني مما يشبه عذاب جهنم. هل يحاول الفرار ؟ هل يقوم بالمخاطرة ؟

– لقد كانت حالة البلادة عند المسجونين – بصرف النظرعن كونها ميكانزم دفاعي – نتاج عوامل أخرى أيضاً منها الجوع ونقص النوم، وهما اللذان أسهما في خلق حالة التهيج العام التي كانت خاصية أخرى للحالة العقلية للمسجونين.

– الإنسان في مقدوره أن يحتفظ ببقية من الحرية الروحية، ومن استقلال العقل، حتى في تلك الظروف المريعة من الضغط النفسي والمادي.

– إن الطريقة التي يتقبل بها الإنسان قدره، ويتقبل بها كل ما يتحمله من معاناه، والطريقة التي يواجه بها محنته، كل هذا يهيء له فرصة عظيمة – وحتى في أحلك الظروف – لكي يضيف إلى حياته معنى أعمق.

– يقول المسجونون أن أكثر المؤثرات الباعثة على الإكتآب هي أن المسجون لم يكن يعرف طول
الفترة التي سيقضيها في السجن.

– الأفكار الراجعة إلى الزمن الماضي: إن الإنسان الذي كان يدع نفسه تتهاوى لأنه لم يستطع أن يرى لنفسه أي هدف مستقبلي، كان يجد نفسه مغموراً بأفكار لأمور قديمة.

– قال بسمارك: ” الحياة أشبه بالتواجد عند طبيب الأسنان، فأنت تعتقد دائماً أن الأسوأ هو الذي لا يزال في طريقه إليك، رغم أنه يكون قد انتهى بالفعل”.

– معظم الناس في معسكر الإعتقال تعتقد أن الفرص الحقيقية للحياة قد فاتت.

– ان طريقة العلاج النفسي للسجين كانت تهدف إلى منحه قوة داخلية عن طريق تبصيره بهدف مستقبلي يستطيع به أن يتطلع إلى الأمام.

– إن السجين الذي فقد ثقته في المستقبل، يكون قد حكم على نفسه بالفناء، وهو مع فقدانه للثقة في المستقبل يفقد تماسكه المعنوي، ويكون بذلك قد ترك نفسه للتدهور وأصبح عرضه لإنهيار العقلي والجسمي.

– إن من يعرف مدى الإرتباط الوثيق بين العقل وحالة الجسم ومناعته، فإنه يفهم أن الفقدان المفاجئ للأمل وللشجاعة قد يكون له تأثير مميت، ولقد كان السبب الرئيسي لموت أحد نزلاء السجن أن ما كان يتوقع من افراج من السجن أصبح صعب المنال، وأن أمله قد خاب بشدة، وأن هذا قد أدى فجأة إلى تقليل مناعة جسمه ضد مرض التيفوس فوقع جسمه ضحية للمرض.

– إن أي محاولة يستخدمها الأنسان لكي يسترد قوته الداخلية يجب أن تنجح أولاً في أن تجعله يبصر لنفسه هدفاً مستقبلياً.

– فالويل لمن لا يرى في حياته معنى.

– لم تكن هناك من حاجة إلى الشعور بالخجل من الدموع، لأن الدموع تحمل دليلاً على أن الإنسان يحظى بأعظم شجاعة، وهي شجاعة المعاناة.

– إن الإنسان الذي يصبح واعياً بالمسؤولية التي يحملها ازاء شخص آخر ينتظره بشوق وحنان، أو ازاء عمل لم يكتمل، سوف لا يكون أبداً قادراً على التفريط في حياته، فهو يعرف سبب وجوده ويشعر بالغاية منه، ويكون قادراً على تحمله بأي شكل من الأشكال.

– بالرغم أن الكلمة تكون فعاله أحيانا، إلا أن التأثير المباشر بالسلوك أكثر فعالية عادة من التأثير بالكلمات.

– إن الحياة في معسكر الإعتقال ليمزق الحجاب عن النفس الإنسانية ويعريها إلى أعماقها.

– عند وصف سيكولوجية السجين الذي جرى الإفراج عنه نجد أنه يعاني من:

1) فقدان القدرة على الإحساس بالسرور:
في البداية يكون فاقداً للقدرة على الإحساس بالسرور، وعليه أن يقوم ببطء بعملية اعادة نعلم لهذه المشاعر.

2) الشهية الزائدة:
حيث كانت كميات الطعام التي يلتهمها السجين المفرج عنه تبعث على الدهشة.

3) الكلام الزائد:
فممكن أن يأخذ في التحدث ولعدة ساعات غالباً ، فالضغط الذي كان جاثماُ على صدره قد انقشع.

– إن الشخص الذي يجري تحريره فجأة من الضغط العقلي قد يعاني من اختلال في صحته المعنوية والروحية.

– ليس من حق أي شخص أن يأتي بالخطأ، حتى ولو وقع عليه الخطأ.

– ويل لذلك الفرد الذي وجد أن الشخص الذي كانت مجرد ذكراه وحدها تبعث فيه الشجاعة في المعسكر، لم يعد موجوداً!، وويل لذلك الفرد الذي حينما يأتي في النهاية يوم أحلامه، يجده مختلفاً تماماً عن كل ما كان يتشوق اليه.

——

الجزء الثاني : المبادئ الأساسية للعلاج بالمعنى ..

– العلاج بالمعنى يركز أكثر على المستقبل، أي يركز على المعاني التي يجب أن يضطلع بها المريض في مستقبله.

– الشخص العصابي يحاول الهروب من الوعي الكامل بمهامه بالحياة، واذا استطعنا أن نجعله واعياً بهذه المهام، وأن نوقظ فيه الوعي الأكمل بها، فإن هذا يمكن أن يسهم كثيراً في تعضيد قدرته على التغلب على عصابه.

– إن سعي الإنسان إلى البحث عن معنى هو قوة أولية في حياته، وليس تبريراً ثانوياً لحوافزه الغريزية، فالإنسان قادر على أن يحيى وأن يموت في سبيل مثله وقيمه وطموحاته.

– اذا فشل الطبيب في التمييز بين جوانب البعد الروحي وجوانب البعد الغريزي، فإنه قد يختلط عليه الأمر ويقع في ارتباك شديد.

– ان اهتمام الإنسان بالحياة وقلقه بشأن جدارتها وحتى يأسه منها لا يخرج عن كونه ضيقاً معنوياً روحياً وليس بالضرورة أن يكون مرضاً نفسياً.

– إن العلاج بالمعنى يعتبر أن مهمته مساعدة المريض على أن يجد معنى في حياته.

– لا يوجد شيء في الدنيا، يمكن أن يساعد الإنسان بفعالية على البقاء – حتى في أسوأ – الظروف، مثل معرفته بأن هناك معنى في حياته.

– إن الفراغ الوجودي يعتبر ظاهرة واسعة الإنتشار في القرن العشرين، حيث يكشف عن نفسه أساساً في حالة الملل.

– إن اندفاع الطاقة الجنسية يصبح متفشياً في حالات الفراغ الوجودي.

– معنى الحياة يختلف من شخص لآخر، وعند الشخص الواحد من يوم ليوم، ومن ساعة إلى أخرى، لذا يجب ألا نبحث عن معنى مجرد للحياة ، فلكل فرد رسالته الخاصة في الحياة.

– إن العلاج بالمعنى يحاول أن يجعل المريض واعياً كل الوعي بالتزامه بمسؤوليته ، ولذا يجب أن نترك له حرية اتخاذ القرار بشأن ادراكه لنفسه كشخص مسؤول يتحمل مسؤولية اختياره لأهدافه في الحياة.

– كما أوضحنا إن معنى الحياة يتغير دائما، لكنه لا يتوقف أبداً عن أن يكون موجوداً.

– الحب هو الطريقة الوحيدة التي يدرك بها الأنسان كائنا انسانيا آخر في أعمق أغوار شخصيته، فلا يستطيع انسان أن يصبح واعيا كل الوعي بالجوهر العميق لشخص آخر إلا إذا أحبه.

– معنى المعاناة: حينما يجد شخص نفسه في موقف لا مفر منه، وحينما يكون على شخص أن يواجه قدراً لا يمكن تغييره، كأن يكون مرضاً عضالاً مثل السرطان، عندئذ فقط، يكون أمام الشخص فرصة أخيرة لتحقيق القيمة العليا ، لتحقيق المعنى الأعمق، وهو معنى المعاناه.

– هناك مواقف قد يحرم فيها الأنسان من فرصة مزاولته لعمله، أو من الإستمتاع بحياته، ولكن الذي لا يمكن استبعاده أبداً هو حتمية المعاناة، فإذا تقبلنا تحدي المعاناة بشجاعة، كان للحياة معنى حتى اللحظة الأخيرة.

– لم يزد عدد الأشخاص الذين بقوا على قيد الحياة في المعسكر عن واحد من كل عشرين شخصاً.

– إن زوال وجودنا لا يحتم أن يجعل وجودنا هذا بلا معنى، لكنه يحدد التزاماتنا بالمسؤولية واستعدادنا لتحملها ذلك أن كل شيء يتوقف على تحقيقنا لما عندنا من امكانات مؤقتة سمتها الأساسية أنها قابلة للزوال.

– يتحدث المؤلف عن دور طريقة القصد العكسي في علاجات حالات نفسية كثيرة، مثل تعرض المريض للوساوس القهرية، فبدلا من محاربة المريض لهذه الوساوس والأفكار التي تستحوذ عليه فهو بذلك يزيد من قوتها على إحداث الإضطراب فيه، لكن حينما يتوقف المريض عن محاربتها ويحاول تناولها بطريقة ساخرة ( القصد العكسي) فإن الدائرة المفرغة تنكسر وتنفك ، وبذلك يتضائل العرض وينقص وفي النهاية ينمحي.

—–

الجزء الثالث : التسامي بالذات ..

– يتميز الوجود الإنساني بنوع خاص من ظاهرتين انسانيتين:

1) التحرر الذاتي.
2) التسامي بالذات أو تجاوز الذات.

– ان تحقيق الذات ليس هو الغاية القصوى عند الإنسان ولا حتى مقصده الأولى، ذلك أن تحقيق الذات إذا صار غاية في حد ذاته فإنه يتعارض مع خاصية تجاوز الذات أو التسامي بالذات.

– كذلك فإن تحقيق الذات ماهو إلا نتيجة أو أثر لتحقيق المعنى، ذلك أن الإنسان لا يحقق ذاته إلا بمقدار تحقيقه لمعنى في هذا العالم.

– إن التسامي بالذات هو جوهر الوجود، يقول آينشتين: ” إن الإنسان الذي يعتبر حياته جوفاء من المعنى فهو ليس غير سعيد فحسب ولكنه يكاد يكون غير صالح لأن يعيش”.

– ومع ذلك فإن الملل والتبلد آخذان في الإنتشار في عالم اليوم، وينتشر معهما كذلك الشعور بالفراغ وباللامعنى.