Chrome OS هل سيستمر نظام تشغيل كروم في العمل ام مصيرة التوقف

 

Chrome OS هل سيستمر نظام تشغيل كروم في العمل ام مصيرة التوقف

 

منذ ظهور أجهزة الحواسيب الشخصية في ثمانينات القرن الماضي، وتحديدًا بعد ظهور نظام ويندوز كمنافس لنظام ماكينتوش الذي “سرقوه” كلاهما من شركة Xerox، كانت المنافسة بين الشركتين وأتباعهما من Fan Boys أشبه بمناكفات “فريال” و”أم زكي” في مسلسل باب الحارة، فكلاهما كان يدّعي أنَّه الأفضل وأنَّ الآخر سيّئ، وقد ظهر ذلك بوضوح في إعلانات Mac vs PC الساخرة.

ومع أنَّ هذه اللطميات ما زالت مستمرةً إلى اليوم، إلَّا أنَّ سوق أنظمة التشغيل قد شهد دخولًا للاعبين جدد حاولوا إثبات أنفسهم إلى جانب ويندوز وماك، وقد كان يوم الخامس والعشرين من آب/أغسطس من عام 1994 يومًا سعيدًا لمهووسي التقنية حول العالم، فقد شهد هذا اليوم ولادة أيقونة تقنية جديدة، ولا أقصد بذلك نفسي مع أنَّ ذلك قد يكون صحيحًا أيضًا :)، بل أقصد بكلِّ تأكيد “بَطريق لينكس” أول نواة لنظام تشغيل مجاني ومفتوح المصدر بُنيت عليها الكثير من “التوزيعات”، وتفنن المطوّرون في العمل عليها، وكسروا بذلك “نسبيًا” احتكار الشركتين لسوق أنظمة التشغيل.

 

فإضافة إلى التوزيعات التي بنيت على نواة لينكس مثل: “أوبنتو” و”فيدورا” وغيرها، ظهرت أنظمة تشغيل مستقلة مبنية على نفس النواة، وأقرب مثال عليها هو نظام “أندرويد” الذي يسيطر اليوم على أكثر من 75% من سوق الهواتف المحمولة، ونظام تشغيل كروم Chrome OS الذي يبدو أنَّه سيكون لاعبًا مخيفًا في المستقبل القريب.

 

بعيدًا عن الأجهزة المحمولة، تشير أرقام StatCounter إلى أنَّ نظام كروم أو إس الذي لم يكمل سبع سنوات بعد يمتلك 1.08% من سوق أنظمة التشغيل المشغلة للحواسيب الشخصية، ومع أنَّ هذا الرقم يبدو صغيرًا مقارنةً مع ويندوز الذي مازال مسيطرًا على أكثر من 80% من الحواسيب حول العالم، إلَّا أنَّه ذات الرقم سيبدو كبيرًا عندما نقارنه مع لينكس نفسه الذي يسيطر اليوم، وهو في الخامسة والعشرين من عمره على 1.68% من الحواسيب الشخصية، وبالمقارنة مع عُمر نظام كروم الجديد نسبيًا نجد أنَّه على الأغلب أنَّه سيتغلب على والده لينكس نفسه في مدّة ربما لن تتجاوز سنتين!

 

نظام تشغيل في كلِّ مكان… لكن ليس للكل (حتى الآن)؟

 

 

يبدو أنَّ شركة غوغل قد أيقنت أنَّه من الصعب عليها المنافسة مباشرةً في سوق الأجهزة الاستهلاكية، أو المخصصة للأعمال الاحترافية، ولذلك وجهت أنظارها إلى شريحة أُخرى من المستخدمين يمكنها الوصول إليها بشكلٍ أسهل، وهي شريحة الطلاب، وقد بدأت الشركة بالفعل بترويج Chrome OS على أنَّه مخصص للأعمال التعليمية والأكاديمية بالدرجة الأولى.

 

وإلى جانب أنَّه مبني على لينكس، فهو أيضًا مبني على متصفّح غوغل كروم المسيطر في عالم المتصفّحات اليوم، واستفادت بذلك من قوة المتصفّح، ووفرة الإضافات والبرمجيات له لتقدم تجربة استخدام أغنى وأبسط، طبعًا إلى جانب خدمات غوغل السحابية التي تساعد الطلاب والأكاديميين بشكلٍ كبير مثل: خدمة تحرير المستندات Googel Docs، والجداول الحسابية Spreadsheets، وبقية الحزمة، وبما أنَّ جميع مستنداتك وأعمالك أصبحت موجودةً في السحابة، سيكون من السهل الوصول إليها من أيِّ متصفّح إنترنت على أيِّ جهاز كمبيوتر آخر حتى لو لم يكن يعمل بنظام تشغيل كروم.

 

يُعتبر نظام Chrome OS من أقل الأنظمة استهلاكًا للموارد، ويمكنه العمل على عتاد متواضع جدًا.

 

السعر
ربما يكون ما سبق لا شيء أمام هذه النقطة تحديدًا، فكما نعلم فإنَّ أسعار أجهزة ماك على سبيل المثال تبدأ من ألف دولار أمريكي، وحتى عندما أرادت مايكروسوفت منافستها بإصدار لابتوب سورفيس كانت الأسعار مقاربةً جدًا لذلك الرقم، وربما تجاوزتها في بعض الأماكن، وإنفاق هكذا رقم على جهاز كمبيوتر مهما كان مهمًا للعمل أو الدراسة، إلَّا أنَّه ليس متاحًا لدى الجميع خاصة فئة الطلاب.

 

ولكن بإمكانك الحصول على جهاز كروم بوك بأسعار تبدأ من 150 دولار أمريكي لجهاز معقول المواصفات مثل: Samsung Chromebook 3، وهنالك تشكيلة واسعة من الأجهزة المحمولة المخصصة لنظام كروم بأسعار منافسة يمكنك الاطلاع عليها في موقع Chromebook الرسمي.

 

تطبيقات لكلِّ شيء، والكثير منها مجاني!

 

كما أشرت فقد استفادت غوغل من قوة إضافات متصفّح كروم، ولكن ذلك لم يكن الشيء الوحيد الذي وَفَّر الكثير من التطبيقات للنظام، بل ساهم في ذلك أيضًا نظام أندرويد، حيثُ استفادت الشركة من النواة للمشتركة لكلا النظامين؛ لتتيح الآلاف من التطبيقات العاملة على نظام أندرويد على كروم أو إس، لدرجة إتاحة متجر تطبيقات Google Play كاملًا على النظام الجديد.

 

إذًا لديك الآن: تطبيقات متصفح كروم + تطبيقات أندرويد + تطبيقات مخصصة في جميع المجالات، والكثير منها متاح بشكلٍ مجاني، فماذا تريد أكثر من ذلك؟

 

تطبيقات للأعمال المكتبية، الإبداعية، الترفيه، والألعاب، وحتى التصميم والتصوير والفيديو مثل فوتوشوب وأشقائِه، كلها متوفرة على متجر تطبيقات Chromebook، وبعضها سيوفّر لك تجربةً أغنى إن كنت تستعمل جهازًا يعمل باللمس.

 

كما هو الحال في أندرويد على الأجهزة المحمولة قد يختلف الأداء في التطبيقات بحسب العتاد.

 

الحماية
قامت شركةُ غوغل بعمل مسابقة خاصة لاختراق نظام تشغيل Chrome OS، وكانت النتيجة أنَّ أحدًا لم يتمكن من اختراق النظام بشكلٍ مباشر، ومع ذلك فقد قالت الشركة إنَّها استفادت من هذه المسابقة في العثور على بعض الثغرات البسيطة في النظام، وقامت بإغلاقها.

 

فإن حرصت على تحميل التطبيقات الموثوقة، وابتعدت عن الروابط المزيفة، فنظام كروم من أكثر الأنظمة حمايةً وأمانًا حتى الآن.

 

أحدهم يتَلَمَّسُ رأسه!

 

ويبدو أنَّ سرعة نمو النظام، وقوته، واكتساحه لسوق التعليم في الولايات المتحدة، جعلت الشركات الكبرى تنتبه له ولهذا السوق، وتعمل على كبح هذا التقدم، فقد أطلقت شركة مايكروسوفت إصدارًا مخصصًا للطلاب من نظام ويندوز 10 أطلقت عليه الاسم Windows 10 S، كما أطلقت شركة آبل إصدارًا خاصًا للطلاب من الجهاز اللوحي iPad بسعر أقل من الاصدار العادي من الجهاز.

 

بكلِّ تأكيد ما زال هنالك الكثير لدى النظام ليقدمه ليتمكن من الوصول إلى أسواق أُخرى، خاصةً تلك المسيطر عليها من قبل آبل ومايكروسوفت، ولكن ما حققته غوغل مع كروم أو إس إلى الآن يستحق الإشادة فعلًا، وسنرى ما تخبئه الأيام والشهور القادمة من أخبار وتطورات في هذا المجال.

 

ما رأيك في حواسيب ChromeBook أو نظام Chrome OS؟ هل كانت لك تجربة معه أو تفكّر باقتنائِه مستقبلًا؟ شاركنا رأيك وتجربتك!