مشاكل وعقبات استخدام البيتكوين والعملات الرقمية ولماذا يتمّ ربط العملات الرقمية بالنشاط الإجرامي؟

مشاكل وعقبات استخدام البيتكوين والعملات الرقمية ولماذا يتمّ ربط العملات الرقمية بالنشاط الإجرامي؟

لا يوجد جريمةٌ كاملةٌ كما يقال! لكن التقنيات الحديثة قد مهدت الطريق للمجرمين الإلكترونيين ليسرحوا ويمرحوا ويعيثوا فسادًا بكلِّ ما يتواجد على الشبكة!

لا يزال العديدُ من الناس يرمون العملات الرقمية والنشاط الإجرامي في نفس الدلو على الرغم من الأمثلة العديدة التي تدل على العكس من ذلك، ولكن هل ولد هذا الاعتقاد بسبب الجهل أم الوقائع؟

كلنا نخاف المجهول، هذا صحيح! ولربما يرجع ذلك جزئيًا إلى أنَّه بالنسبة لنا نحن كأشخاصٍ عاديين، تبدو العملات الرقمية وكأنَّها اجتاحت السوق فجأةً، لكن لماذا هنالك رابط في أذهاننا ما بين العملات الرقمية والنشاط الإجرامي؟

طريق الحرير The Silk Road
إذا استحضر دماغك عند ذكر طريق الحرير صورًا لمسار تجاري قديم بين الشرق والغرب، والتجار الجسورين المتعطشين للمغامرة، فإنَّك بحاجة إلى تحديث معلوماتك قليلًا. كثيرٌ من الناس اعتقدوا أنَّ العملةَ الرقميةَ مرتبطةٌ بالنشاط الإجرامي؛ بسبب موقع the silk road الذي استخدم بيتكوين كعملة رئيسية للتجارة عبره.

كان هذا الموقع سوقًا عبر الإنترنت لشراء وبيع الأدوية والأسلحة وجميع الأشياء غير المشروعة على الويب المظلم، وإلى جانب ازدياد شعبية بيتكوين، حافظ موقع Silk Road على سمعته المشوهة. تمامًا مثل هذا العشيق السيّئ الذي لطالما عرفت أنَّه خيارٌ سيّئ بالنسبة لك، لكنك بقيت معه تمامًا كما بيتكوين وطريق الحرير اللّذين لم يتمكنا من الانفصال عن بعضهما.

هل أنت ‘ أبو الُعريف ? ‘ في عالم البيتكوين والعملات الرقمية؟ دعنا نختبر معلوماتك!

الجريمة الإلكترونية

السبب الآخر الذي يربط بسببه الناس بين العملة المشفرة والنشاط الإجرامي هو الجريمة السيبرانية. لسوء الحظ، أصبح استخدام العملات الرقمية مثل بيتكوين سريعًا طريقة الدفع الأكثر تداولًا التي يستخدمها المجرمون الإلكترونيون عند طلب الفديات؛ نظرًا لعدم وجود موقع مادي متصل بمحفظتك الرقمية، فيكون من الصعب تتبع الجناة.

فكّر في بيتكوين ومحافظ العملات الرقمية الأُخرى، كما لو كانت تعادل حساب خارجي في جزر كايمان يمكنك تحويل الأموال إليه لكن لا يمكن تتبعه. تجار المخدرات والمحتالين استخدموها لسنوات عديدة، وما زالوا حتى الآن، وبما أنَّ بيتكوين ليست مجهولةً كما يظن الناس، فإنَّ الصدمة تأتي عندما يحاول المجرمون تحويل بيتكوين إلى دولارات، وعندها يُكشَف أمرهم.

هناك طُرُق بديلة بالطبع، مثل تبادل العملات الرقمية التي لا تطلب من المستخدمين إنشاء حساب. في الولايات المتحدة، تمنع بروتوكولات KYC وAML بشكلٍ فعّال هذا النوع من المعاملات، لكن العديد من البلدان الأُخرى لا تزال تسمح لهم بأن يكونوا مجهولين وإجراء المعاملات دون ذكر الأسماء.

الاستخدام غير المشروع لأجهزتك أو Cryptojacking هي مشكلةٌ أُخرى تلوح في فضاء الأمن السيبراني، وعلى الرغم من أنَّ قصد الهاكرز هو استخدام الحواسيب في تعدين العملة الرقمية، وليس سرقة الأموال علانيةً، إلَّا أنَّهم ما زالوا يسرقون الطاقة، مما يجعل الأجهزة تعمل بشكلٍ أبطأ، كلّ ذلك أثناء جمع ملايين العملات من الدولارات.

معظم الشركات تسبق المخترقين خطوةً الآن، وبدأوا باستخدام إدارة فعّالة للمواقع وحماية أكثر للموظفين. يمكن للأفراد أيضًا حماية أنفسهم عن طريق تثبيت adblockers وبرامج مكافحة الفيروسات، ولكن هذا لا يوقف المتسللين كليًا، فبعضهم قد أصبحوا أكثر إبداعًا كلّ يوم، سواءٌ كانوا يستخدمون تصميم وورد بريس مجاني أو إعلانًا خبيثًا.

السرية

لا يوجد أحدٌ يريد أن يبقى مجهولًا أكثر من رجال العصابات أو المافيا. بعد كلّ ما يحصل، فإنَّ معظم المواطنين ليس لديهم هاجس الخوف تجاه بياناتهم، فليس من الضروري لهم أن يتمّ التعامل مع معاملاتهم بشكلٍ سري، وهذا أمرٌ خاطِئ بكلِّ تأكيد.

إنَّ استبدال تفاصيل الشخص بمفاتيح الحساب هو بالتأكيد عنصر مهم ساعد في ازدياد أنواع كثيرة من النشاطات الإجرامية، وهذا يشمل التهرب من الضرائب، وشراء السلع غير القانونية، وحتى غسيل الأموال.

استخدمَ عددٌ قليلٌ من الناس حتى الآن العملات الرقمية لإرسال مبالغ كبيرة من الأموال خارج بلدهم. علاوةً على ذلك، قد تكون مصادر المبالغ غير معروفة، على عكس المصرف الذي يتطلب من العملاء تبرير مصدر الأموال. ومع ذلك، يجادل الكثيرون بأنَّ إخفاء الهوية والخصوصية هما حق للشخص، وفي الواقع جاءت “بيتكوين” كرد فعل على الأزمة المالية لعام 2008. كان ذلك أحد الأحاجير المظلمة التي استغلها النشاط الإجرامي.

بفضل انتشار الفساد في الوكالات والحكومات المركزية ولدت بيتكوين، ويقول المطوِّرون الأوائل للعملة المعرفية باسم cypherpunks، إنَّ الخصوصيةَ ضروريةٌ للمجتمع المنفتح في هذا العصر الإلكتروني، ومن المفارقات أنَّ العملات الورقية أكثر ملاءمةً لغسل الأموال من العملات الرقمية، مع كون الدولار الأمريكي هو الأكثر استخدامًا في العمليات الإجرامية وغسل الأموال.

في الواقع، من الأسهل بكثير عدم ترك أيّ أثر باستخدام فواتير الدولار أكثر من استخدامك للعملة الرقمية؛ نظرًا لأنَّ بصمتك الرقمية دائمًا ما تكون قابلةً للتبع.

أدّى عدم وجود التنظيم إلى ازدياد معدل الجريمة بشكلٍ كبيرٍ، حيثُ يشار إلى فضاء العملات الرقمية في كثير من الأحيان باسم الغرب المتوحش.

سنربط دائمًا المبالغ الكبيرة من المال مع المجرمين، ولكن عندما يصبح الناس أكثر درايةً بالعملة الرقمية، نأمل أن يبدأ هذا الاعتقاد بالتلاشي، ويبدو بالفعل أنَّ هناك تغييرًا يلوح في الأفق.